سنعرض الأسماء القديمة المحتملة للكنعانيين في تراث الحضارات الأخرى التي عاصرت أو تلت حقبة الكنعانيين.
الاسم الأكدي:
يرى بعض المؤرخين أنه ربما كان الاسم الأكدي (كناجي أو كناخني ) الذي أطلقه البابليون عليهم، والذي ظهر في رسائل (تل العمارنة ) في مصر، هو أصل هذه التسمية والذي يعني اللون الأحمر الأرجواني.
الاسم المصري:
ورد اسم (بي كنعان) عند المصريين للدلالة على المناطق الجنوبية والغربية من سوريا. وكذلك استعمل المصريون منذ عصر الدولة القديمة كلمة (فنخو) للدلالة على شعب من شعوب الشام، وقد يكون أن الإغريق استعملوا هذا اللفظ وحوروه الى (فويفكس) للدلالة على (فينيقيا ) ولفظ (فويفيكن) للدلالة على الفينيقيين.
الاسم الكنعاني:
استعمل الكنعانيون أنفسهم الكلمة السابقة للدلالة عليهم في بعض الأحيان.. ويؤيد ذلك نص الملك (أدريمي) ملك ( الالاخ) وهي مملكة كنعانية ازدهرت في شمال غرب سوريا قرب أنطاكيا، وذلك في النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد ( أنظر السواح 19: 1995).
الاسم العبري:
تعني كلمة كنعان باللغة العبرية، بلاد الأرجوان، ولكن جذر (ك ن ع ) تعني بالعبرية انخفض.. وهذا يشير الى أنهم سكان البلاد المنخفضة وهي القريبة من نهر الأردن.
الاسم العربي:
لا يختلف اللفظ العربي والجذر كثيرا عن العبري ف (خنع وقنع و كنع ) تعني الهبوط والانخفاض والتواضع.
الاسم الحوري:
يرى بعض الباحثين أن أصل كلمة كنعان مشتق من كلمة حورية هي (كناجي) أي الصبغة الأرجوانية أو القرمزية التي اشتهر الكنعانيون بصناعتها.. ولا يعرف عما إذا كان الحوريون هم من أخذ عن الأكديين تلك التسمية أم الأخيرون قد أخذوها عنهم.
الاسم الإغريقي:
ربما حور الإغريق الكلمة المصرية (فنخو) التي تحولت الى (فينيكس ) للدلالة على الفينيقيين، وهي تعني اللون الأحمر.. وإن تأكد ذلك فإننا في صدد الحديث عن حضارة واحدة وهي الكنعانية أو الفينيقية.
الاسم الروماني:
استعمل الرومان كلمة بوني (Poeni) للدلالة على الفينيقيين الغربيين (القرطاجيين) في إفريقيا.. وهي كلمة تعني اللون الأحمر الأرجواني أيضا.. وهذا يؤكد التقارب القديم ما بين مغارب أفريقيا و شرق البحر المتوسط.. ويفسر الاستعداد للتلاقح الحضاري والثقافي بينهما.
وعلى أي حال إن كانت فينيق تعني الطائر الأسطوري الذي يطير من بين الرماد والذي كان يرمز له المصريون القدماء بطائر اللقلق، أو كانت تعني الأرجوان، أو النخلة كما في بعض الأبحاث فنحن نتحدث عن حضارة تغلغلت منذ أربعة آلاف عام في عموم المنطقة التي يطلق عليها الآن اسم الوطن العربي.
مراحل التأريخ الكنعاني:
المرحلة القديمة (الأصول) 3000ـ 4000 ق.م
قد تخطئ التقديرات في التاريخ أعلاه بمدة قد تصل الى 5000 سنة، وهذا لاضطراب الموجود من الدلائل حول بداية نشأة الكنعانيين و موطنهم الأصلي.. لنستعرض النظريات التي وضعت لاقتراح المكان الأول للكنعانيين.
جزيرة العرب
قد تكون نظرية أن الكنعانيين أصلهم من جزيرة العرب، هي الأكثر شيوعا بين النظريات، لا للكنعانيين وحدهم بل ذهب كثير من العلماء أن أصل الساميين كلهم من جزيرة العرب، وهي نظرية أقرب للاعتقاد منها للحقيقة لندرة الوقائع المدونة التي بالنقوش والآثار.
ويرى البعض أن هذه النظرية تصلح لهجرة واحدة حدثت حوالي 2500ق م وذهبت باتجاه الصحراء السورية العراقية، فانقسمت الى قسمين: الأموريين الذين بقوا في تلك الصحراء، ثم اختلط قسم منهم بأهل العراق القديم واصطبغوا بالمؤثرات الحضارية العراقية، وقسم استمر في هجرته نحو سواحل المتوسط وهم الكنعانيون. وهو سيناريو مكرر نراه في كل الهجرات السامية في النصوص التاريخية.
سواحل الخليج العربي
طرح هذا الرأي العلاَمة ( سترابون) وقال: إن سكان الخليج العربي كانوا يسمون مدنهم بأسماء المدن الكنعانية ( صور، صيدا، أرواد، جبيل ) ورجح أن تكون تلك المدن أقدم من التي على سواحل المتوسط.. كما أن معابدهم القديمة، تتشابه مع معابد الكنعانيين.. فافترض أن الهجرة تمت من الخليج العربي باتجاه البصرة ثم بلاد الشام.
سواحل البحر الأحمر
هذا الرأي تبناه ( هيرودوتس ) باعتبار أن طبائع الكنعانيين والفينيقيين وهم اسمان لشعب واحد، هي طبائع ساحلية، فافترض أنهم قدموا من سواحل البحر الأريتيري الأحمر.
سيناء والنقب
ظهر في بعض وثائق ( رأس شمرا ) ما يشير الى أن سكانها قدموا من شبه جزيرة سيناء أو من النقب، ومن جزيرة العرب و من سواحل البحر الأحمر معا.
مصر
كان للعلاقة المتميزة بين الكنعانيين و المصريين أثر كبير في ظهور رأي قديم مفاده أنهما من أصل واحد. ويظهر هذا الرأي من خلال الأساطير التي جمعها المؤرخ الإغريقي ( إيسوب ) التي ترى بأن الإلهين ( قدم وفينيق) جاءا من مدينة ( طيبة) المصرية ليتملكا مدن صور وصيدا. وقد ذهبت التوراة في هذا المنحى إذ سلخت الكنعانيين من سلالة سام لتضع ( كنعان و مصراييم ) من سلالة حام ( سفر التكوين 6:10).
الأصل الرافديني القديم للكنعانيين
لقد لاحظنا في الآراء السابقة أنها مرتجة غير مقنعة كثيرا، فلنحاول الآن التعرض لفرضية أن الكنعانيين قد نشئوا في وادي الرافدين، شأنهم في ذلك شأن كل العرق السامي..وكانوا والأموريون يعيشون في المناطق غير الإروائية وهذه المناطق من الصعوبة بمكان تحديدها بشكل دقيق، إلا أنه يحتمل أن تكون على الجانب الغربي من نهر الفرات.
وعلى بعد معين.. والأموريون أقدم من الكنعانيين.. ففي حدود 3500ق م انشطر الشعب الأموري الى ثلاثة أقسام:
الأموريون الذين كانوا يسكنون حول نهر الفرات الأعلى والذين اتجهوا نحو المناطق المرتفعة و الجبلية في شمال العراق و سوريا وهو الشعب الذي عرف فيما بعد ب (الآراميين) إذ أن معنى (آرام ) المناطق المرتفعة.
الأموريون الذين كانوا يسكنون حول نهر الفرات الأوسط والذين بقوا يجوبون الصحراء العراقية والسورية، وتشكل منهم البدو الذين أطلق عليهم السومريون اسم مارتو كما أطلق عليهم الأكديون اسم (أمورو)، واللفظ يعني الساكنين غرب الفرات.
الأموريون الذين كانوا يسكنون حول نهر الفرات الجنوبي وبمحاذاة سواحل الخليج العربي، والذي يعتقد الآثاريون أنه كان يصل الى شمال بغداد الحالية، وهو رأي ليس بغريب لمن يرى أسوار نينوى كم ابتعدت عنها الأنهار، التي يفترض أنها وضعت على حوافها للاستفادة من الحاجز المائي الطبيعي.
ويضيف المؤلف (خزعل الماجدي).. بأن هذا القسم من الأموريين هم الذين اتجهوا الى بلاد الشام و سواحل المتوسط، وهم الكنعانيون.
إن البعد الزمني لنشأة الكنعانيين والذي يصل الى حوالي خمسة آلاف سنة، يجعل من عملية تصور بداية النشأة أمرا عسيرا للقارئ، ويلجأ العلماء لمعرفة القرابة بين الشعوب و الحضارات، من خلال دراسة الأساطير (الميثولوجيا) لتتبع تلك العلاقات وتشابهها..
نتمني أن نكون قد أفدانكم في هذا الموضوع
وستكون هناك مقالة أخري باذن الله مكملة لهذة المقالة
الكنعانيين هم اقدم من التوراة ، في انجيل يوحنا" الفصل 8 الآية 58 " قال يسوع لليهود انا كنت قبل ابراهيم ..قبل ان يولد اليهود وإبراهيم الغامضين النسب ، كان في الأرض المصريين وحضارات ما بين النهرين والكنعانيين والفسلطو والمايا في المكسيك وغيرهم في كل أصقاع العالم ..
ردحذف